اضطراب أسعار النفط نتيجة مخاوف زيادة المعروض من الخام
13 يناير، 2016
366 9 دقائق
يمنات – BBC
تعاني أسعار النفط من حالة اضطراب جديدة نتيجة زيادة المعروض من المخزون وارتفاع سعر الدولار وتراجع الطلب عالميا.
ودعت بعض الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” إلى اجتماع طارئ لمناقشة خفض الإنتاج.
وقال امين عام المنظمة، إيمانويل إيبي كاشيكوا، إن اجتماعا استثنائيا قد يعقد في أوائل مارس المقبل.
وكان خام برنت قد سجل تراجعا يوم الثلاثاء ليصل سعر البرميل إلى 30.43 دولار قبل أن ينتعش من جديد مسجلا ارتفاعا بواقع 0.5 في المئة ليصل سعر البرميل إلى 31.75 دولار.
وفي ذات الوقت تراجع مؤشر أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى 30.41 دولار قبل أن يسجل ارتفاعا جديدا يصل إلى 31.06 دولار للبرميل.
وتراجعت أسعار النفط بنحو 15 في المئة منذ بداية العام لتسجل أدنى تراجع لها خلال 12 عاما تقريبا.
كما تراجع خام برنت بحر الشمال بنسبة 70 في المئة منذ سبتمبر/أيلول 2014، عندما وصل سعر البرميل إلى 100 دولار.
مراجعة جديدة؟
وليس مقررا أن يجتمع أعضاء أوبك حتى يونيو/حزيران المقبل، بعد اجتماعهم السابق في ديسمبر/كانون الثاني، غير أن تدهور أسعار النفط أذكى دعوة من جانب عدد من الأعضاء بغية مراجعة جديدة للحصص.
وقال كاشيكوا، الذي يشغل أيضا منصب وزير الموارد البترولية في نيجيريا : “قلنا إنه لو وصل السعر إلى 35 دولارا للبرميل، فسوف نبدأ التفكير في عقد اجتماع استثنائي”.
ويعتمد الكثير من الأمر على السعودية التي تقاوم دعوات خفض الإنتاج.
وقال رئيس أوبك : “السعودية لم تتخذ أبدا موقفا بشأن شئ لا تريد الحديث عنه. في الواقع من المفيد جدا عقد اجتماع قبل حلول يونيو/حزيران، بعد اجتماع ديسمبر/كانون الأول، إذا كان هناك دعوة بالاجماع إلى ذلك”.
وترغب السعودية في الإبقاء على حصة السوق على الرغم من تراجع أسعار النفط.
معاناة المنتجين
أضر تراجع الأسعار بعض الدول المنتجة للنفط، مثل نيجيريا والجزائر وفنزويلا، التي تعاني جميعها من عدم ارتفاع أسعار النفط من جديد على نحو يكفي لتغطية نفقات الإنتاج.
كما كان لتراجع أسعار النفط تأثيره على السعودية، التي أعلنت من جانبها عن عجز في الميزانية بنحو 100 مليار دولار العام الماضي، الأمر الذي دفعها إلى زيادة الضرائب.
وقالت السعودية أيضا إنها تفكر في إدراج شركة “أرامكو” السعودية الحكومية للنفط في البورصة في مسعى لتعزيز السيولة النقدية.
وقال خبراء في مؤسسة “جيفريس” : “التوقعات القريبة بشأن سوق النفط كئيبة”.
وأضافوا “الأوبك تنتج مباشرة إلى السوق التي تعاني من فائض في المعروض بواقع أكثر من مليون برميل يوميا، وقد يؤدي تراجع النمو على الطلب بالفعل إلى أضرار بالنشاط الاقتصادي، وقد يزداد مخزون النفط لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والذي يسجل مستويات قياسية بالفعل حتى منتصف العام على الأقل”.
ويقول بول ستيفنس، الأستاذ بجامعة دندي الاسكتلندية، إن الولايات المتحدة، التي يعتقد أن لديها أكبر مرافق تخزين النفط في العالم، لا تملك مكانا للتخزين.
وأضاف “المخزون مكتمل والناس يتحدثون عن شراء صهاريج للتخزين العائم”.
وقال :”لكن إذا استمر العرض أعلى من الطلب، فإن الشئ الوحيد الذي يمكن عمله للنفط هو بيعه، الأمر الذي قد يدفع الأسعار حتما إلى الانخفاض”.
وقال أوستين بيرينتسين، مدير إدارة النفط الخام في شركة “سترونج بتروليام” إن ارتفاع سعر الدولار كان عاملا، لكن زيادة المعروض من الخام هو المسؤول الأكبر عن تراجع الأسعار.
وأضاف ” بمجرد أن يتحول فائض الخام إلى فائض في الإنتاج وتبدأ نفاد القدرة التخزينية، فسيكون هناك مزيدا من الضغط على الأسعار وانهيار وشيك”.